عدةُ الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام كما هو مفاد قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾(1).

والمراد من الأشهر هو الأشهر الهلالية فإنَّ ذلك هو معنى الشهر شرعاً. وعليه فقد ينقص عدد أيام العدة عن المائة والثلاثين يوماً كما لو كانت بعض الشهور الاربعة تسعة وعشرين يوماً أو كانت جميعها كذلك فإنَّ عدد أيام العدة في فرض نقصان الشهور الاربعة مائة وسته وعشرون يوماً. وللمسألة فرضان:

الفرض الاول: هو موت الزوج في غرة الشهر الهلالي وعندئذٍ تعتدُّ الزوجة أربعة أشهر هلالية وتضم إليها من الشهر الخامس عشرة أيام تامَّة، وينتهي اليوم العاشر بغروب شمس ذلك اليوم.

الفرض الثاني: هو موت الزوج بعد غرة الشهر كما لو مات في وسطه أو في الثلث الاول أو الاخير، وفي هذا الفرض تُحتسب الايام المتبقية من الشهر بالعدد ثم تُحتسب ثلاثة أشهر هلالية ثم تُكمل العدد المتبقى من الشهر الخامس حتى يتم ثلاثين يوماً ثم تُضيف إليها عشرة أيام، وبذلك تكون قد اعتدت بثلاثة أشهر هلالية وبشهرٍ عددي ملفَّق من الايام الاولى من الوفاة والايام التي بعد الاشهر الهلالية الثلاثة ثم أضافت عشرة أيام فيكون حاصل عدتها بالعدد أربعين يوماً ملفَّقة و بالشهور ثلاثة أشهر هلالية. والاحوط في كلا الفرضين -أي سواءً تُوفي الزوج عند روية الهلال أو في وسط الشهر- هو الاعتداد بالعدد, فتجعل الزوجة عدتها مائة وثلاثين يوماً.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

1- سورة البقرة / 234.