نعم كان يعلم بشيء من الغيب ولكنه كان علمًا اكتسابيًا فعلمه بالمغيبات ليس كعلم الله جلَّ وعلا حيث أنه علمه تعالى بالغيب ذاتي ومطلق وأما ما يعلمه الإمام علي (ع) من الغيب فهو بتعليم الله جلَّ وعلا وليس من محذور في أن يطلع الله على غيبه من يشاء من عباده قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا / إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ﴾.

وقد صرَّح القرآن بعلم السيدة مريم بالغيب ولم تكن من الأنبياء قال تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ / وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾(1) فهي قد علمت بشيء لم يقع بعد، وهكذا الحال بالنسبة لسارة زوجة إبراهيم قال تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ﴾(2) فعلمت بأنها ستنجب ولدًا نبيًا وسيكون لهذا النبي ولد اسمه يعقوب وكل ذلك لم يكن قد وقع.

هذا وقد وردت روايات تفوق حدَّ التواتر الإجمالي تؤكد على أن عليًا وأهل البيت (عليهم السلام) كانوا يعلمون بالكثير من المغيبات.

ونحن الآن بصدد كتابة بحث حول هذا الموضوع أسأل الله تعالى الفراغ منه عاجلاً إن شاء الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد صنقور

1- سورة آل عمران / 45-46.

2- سورة هود / 71.