وأمَّا قوله تعالى: ﴿مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ﴾ فمعناه أنَّ القرى التي قصصنا عليك -يا رسول الله (ص)- طرفاً من أنباء أهلها بعضها ما زالت أثار أبنيتها قائمة ومشهودة للعيان، وبعضها خربت...
والمتحصل ممَّا ذكرناه أنَّه لا تنافي بين الاطمئنان بذكر الله جلَّ وعلا والوجل عند ذكر الله تعالى، وذلك لاختلاف الحيثية في كلٍّ منهما، فحيثية الاطمئنان ومتعلَّقه هو اليقين بوجود الله...
وخلاصةُ القول إنَّ المقصود من الضمير في قوله: ﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾ هو الله جل وعلا دون إشكال ودون خلاف سواءً التزمنا بعود الضمير في الفعلين الأولين على الله تعالى كما هو الأرجح...
وليس المراد من الدنوِّ والاقتراب الدنوَّ والاقتراب المكاني، وإنَّما المراد منه الدنوُّ والاقتراب المعنوي تماماً كما هو المراد من القرب في مثل قوله تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ...
والآية واقعة في سياقِ آياتٍ متصدية لتوصيف الشدائد المهولة التي سوف تكتنف قيام الساعة فقوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ ليس معناه أنَّ ثمة نوقاً حوامل سوف تُحشرُ ويتمُّ إهمالها من...
والاحتمالاتُ الثلاثة وإنْ كانت صحيحةً في نفسِها وثابتة إلا أنَّ المستظهَر من الآية المباركة أنَّ المراد منها هو الاحتمال الثاني وأنَّ الآية بصدد إفادة الاستيعاب والاستقصاء وأنَّ الانسان سوف يُنبَّأ...
وعليه فمعنى قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ هو يوم القيامة يوم يشتد فيه الأمر ويتفاقم خطره أو كما أفاد الشيخ المفيد (رحمه الله) يوم يُكشف فيه عن أمرٍ شديد مهولٍ...
وفي الآية دلالة على أنَّه ما مِن أحدٍ من أنبياء الله ورسلِه وأوليائه وملائكته أكرم على الله تعالى من النبيِّ محمَّد (ص) إذ لم يُقسم في القرآن بحياة أحدٍ منهم غيره...
نسبة إرادة الإغواء والإضلال لله تعالى يكون ظاهراً في الجبر لو كان الإغواء والإضلال ابتدائياً -كما أفاد العلامة الطبأطبائي(2)- أما إذا نشأ الإغواء عن سوء اختيار المكلَّف فلا يكون ذلك...
والمقصود -ظاهراً- من الاسم المأمور في الآية بتسبيحه هو المسمَّى، فمعنى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ هو سبِّح ربَّك وعظمه وقدَّسه، فالاسم حين يُطلق يكون ملحوظاً لدى المتكلِّم باللحاظ الآلي، وأمَّا الملحوظ...
الاحتمال الأول: أنَّ المراد من الضلال هو المقابل للهداية -في أعلى مراتبِها- لصراطِ الله القويم، وعليه فمفاد الآية -بناءً على هذا الاحتمال- هو أنَّ الهداية التي أنتَ عليها ليست ذاتية...
قوله تعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} ليس معطوفاً على قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ} بل هو جملة معترضة، فالواو ليست عاطفة بل هي للاعتراض، وكلمة المقيمين مفعول به على الاختصاص والمدح أي أنّها...
المراد من الوهن هو الضعف المقابل للقوَّة، وقوله تعالى: ﴿وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾ حالٌ من الأم أي حملته الأمُّ حال كونها ذات وهنٍ وضعف أو تكون كلمة "وهنا" مفعول مطلق لفعل...
وخلاصة القول: إنَّ الآية لا تصلحُ دليلاً على نفي عصمة الأنبياء (ع) وذلك لعدم ظهورها في أنَّ قوله: ﴿إِلَّا مَنْ ظَلَمَ﴾ استثناءٌ متَّصل من المرسَلين، فهي تحتمل أكثر من معنى،...
معنى قوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا﴾ هو أنَّه (ع) صيَّرهم قطعاً أو حُطاماً فامتحت بفعله الصورة التركيبية لكلٍّ منهم، فالجُذاذ مشتقٌّ من الجذَّ والذي هو بمعنى كسر الشيء وتفتيته، ويقال لفُتات...
وحيث إنَّ آية التطهير لم تُعلِّق إرادة إذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت على شيء فذلك يقتضي أنَّ الإرادة تكوينيَّة، فآية التطهير -كما هو ثابت بالتواتر- نزلت وحدها وهي خالية عن...
فمعنى قوله تعالى: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ هو الأمر بالاقتداء بالهداية الإلهيَّة، على أنَّ الذي لا ريب فيه أنَّ الهداية التي كان عليها الأنبياء(ع) هي الهداية الإلهيَّة ولذلك فكلُّ أحدٌ فهو مأمورٌ...
ومعنى: ﴿قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾ هو أنَّكم يا معشر الجنِّ قد استهويتم الكثير من الإنس وأضللتموهم وصيَّرتموهم ضمن دائرتكم كما يُقال استكثر الأميرُ من الأتباع يعني عمل على تكثيرهم وجمَعَ حوله...
المشهور ظاهراً بين المفسِّرين أنَّ المراد من مَفَاتِح الْغَيْبِ هي خزائن الغيب، وعليه تكون مفاتح جمع مَفتح بفتح الميم فهو الذي يُستعمل بمعنى الخزينة أو المخزن، وقد استعمل القرآن -ظاهرا-...
وعلى أيِّ تقدير فإنَّ مفاد الآية هو أنَّ كلَّ نبأ أخبر الله تعالى عن وقوعه فإنَّ له -حتماً- ظرفاً سيقع عنده وفيه، وسوف يعلمون حينذاك بصدق ما أنبأ الله تعالى...
ولا يرد على هذا الاحتمال ما ثبت من أن الله تعالى لا يُحاسب الإنسان على ما يخطر في نفسه من خواطر فإنَّ ذلك صحيح إلا أنَّ ثمة أفعالا اختياريَّة للقلوب...
ومن ذلك يتَّضح أنَّ شعور الحاسد بالحسد لا شرَّ فيه على المحسود ليُستعاذ منه، نعم يترتبُ ضررٌ على المحسود إذا انساق الحاسد وراء شعوره بالحسد فقام ببعض الأفعال المضرَّة والمؤذية...
البنان هي الأصابع أو هي أطراف الأصابع المعبَّر عنها بالأنامل، والبنان جمعٌ مفرده بنانة. وقوله تعالى: ﴿نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ أي بنان الإنسان، فالضمير المتصل بكلمة بنان ترجع إلى الإنسان المذكور في...
فمعنى الاستعتاب هو الاسترضاء أي طلب الرضى، ومعنى المُعتَب هو مَن قُبل استعتابه فصار مرضيَّاً عنه بعد أنْ كان مسخوطاً عليه، فقوله: ﴿فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ معناه فما هم من...
الأَشِر اسم فاعل يُوصف به المتكبِّر المتعالي من أشِرَ بمعنى بطِر وتجبَّر واستكبر، ويُوصف المتكبرِّ بالأشِر إذا أُريد مِن وصفه بذلك المبالغة في اتِّصافه بالاستكبار والاستعلاء، كما يُقال لشديد الذكاء...
ومفاد الآية هو تشبيه الذين كفروا بالغنم حين يُصوِّت عليها الراعي، فهي تسمع نداء الراعي ودعاءه لها ولكنَّها لا تفقه معناه، وكذلك الذين كفروا يسمعون كلام الرسول (ص) ولكنَّهم لا...
والمتحصَّل أنَّ المراد من الآية المباركة هو أنَّ الله تعالى أرسل على جيش أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة المشرَّفة طيوراً على هيئة أسرابٍ متفرِّقة يعقبُ بعضها بعضاً أي أنَّها...
معنى يصَّدعون يتفرَّقون، وأصل الكلمة يتصدَّعون فأُبدلت التاء -تاء التفعُّل- صاداً وأُدغمت في الصاد الأصليَّة فصارت يصَّدعون، والمعنى اللُّغوي للتصدُّع هو التشقُّق، ومنه قوله تعالى ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ لأنَّها تنشقُّ...
المظهر الأول: أنْ يتبنَّى المسلمُ رأياً أو يتَّخذَ موقفاً أو يعتمد مسلكاً في شأنٍ من الشؤون ويكون ذلك الرأيُ أو ذلك المسلكُ المعتمد مناقِضاً لما عليه الشريعة فذلك من التقديم...
الفعل " نال" من الأفعال التي يكون إسنادها إلى الفاعل كإسنادها في المعنى للمفعول به فالشيء الذي نلتَه فقد نالك فلك أن تجعل الشيء فاعلاً للفعل "نال" ولك أنْ تجعل...
فبناءً على الاحتمال الأول يكون مرجع كلا الضميرين في قوله: ﴿إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ وقوله: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ عائداً على عيسى المسيح (ع) ويكون مفادُ الآية هو أنَّه ما من أحدٍ من...
فالآية المباركة تقول إنَّ الله تعالى أرسل الشياطين على الكافرين أي أطلقهم فلم يحبسهم عنهم، وهذا على خلاف ما يفعلُه تعالى مع المؤمنين فإنَّه يحبس الشياطين عنهم. وهو تعالى إنَّما...
فليس معنى قوله تعالى: ﴿وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ أنَّهم يُعطُونَ الجزيةَ وهم أذلاء محتقرون بل المراد من ذلك -كما استظهر العلامة الطبأطبائي وغيره- وهم مقرُّون بالخضوع لقوانين الدولة وأحكامِها وأعرافها بمعنى أنَّهم...
وقد تسمَّى السورة بلحاظ أهمِّ المضامين التي اشتملت عليها كسورة التوحيد مثلاً وسورة المنافقون وسورة القدر، وقد تسمَّى السورة بلحاظ قصةٍ اشتملت عليها كسورة البقرة مثلاً وسورة المائدة وسورة الكهف،...
هو أنَّ المُعرِض عن الله والجاحدَ لوجوده والمنكرَ لربوبيته يكون تعلُّقه متمحِّضاً بالدنيا لا يرجو غيرها لذلك يشتدُّ حرصُه على أن يتنعَّم فيها بأقصى ما يُتاح له، فهي الفرصة السانحة...
فإن تمَّ هذا التأويل وإلا فيتعيَّن طرح الروايتين والبناء على سقوطهما عن الاعتبار، وردُّ علمهما إلى أهلهما لكونهما من آخبار الآحاد فلا تصلحان لمعارضة القراءة المتواترة، ولكون هذه القراءة منافية...
وهذه الرواية كذلك مرسلة، إذ لم يذكر العيَّاشي (رحمه الله) طريقه إلى الحسين بن خالد، فهي فاقدة للاعتبار، وعليه فلم يثبت بطريقٍ معتبر عن أهل البيت (ع) أنَّ قراءة: ﴿إِلَّا...
هذا حاصل ما أفاده السيد الخوئي (رحمه الله) في بيان منشأ الطرح للروايات المذكورة فهي وإن كانت معتبرة سنداً إلا أنَّ ذلك وحده غير كافٍ لاعتمادها فإنَّ كلَّ خبرٍ وإن...
والواضح من لحن الآية ومساقها أنَّ ثمة مؤشِّرات بيِّنةً لدى الرسول (ص) بأنَّ جماعة وازنة من أمَّته وهم المنافقون يعملون جاهدين للحيلولة دون تبليغ الرسول (ص) لفريضة الولاية لعليٍّ وعترة...
لم تتصدَّ الآيةُ المباركة -ولا الآيات التي وقعتْ في سياقها- لبيان ما هي هذه الرؤيا التي أشارت إليها الآية، وكذلك لم تتصدَّ لتحديد المراد من الشجرة الملعونة إلا أنَّ الروايات...
معنى الآية المباركة هو أنَّه إذا عرضت امرأةٌ مؤمنة على النبيِّ (ص) أنْ يتزوَّجها دون مهرٍ فله أنْ يقبل ذلك وله أن لا يقبل، فإذا قبِل ذلك حلَّ له التزوُّج...
فهذه الروايات والمشتملة على ما هو معتبرٌ سنداً كمعتبرة ياسر الخادم معارِضة لمثل رواية العلاء بن سيابة، ومن الواضح أنَّه مع تعارض الروايتين -أو قل الطائفتين- يكون الترجيح بجانب الرواية...
فسِوَرُ القرآن التي هي عليه الآن هي ذاتُها السِوَر التي كانت على عهد رسول الله (ص) فهو مّن أشرف -بأمر الله تعالى- على تصنيفها وترتيب آيات كلِّ سورة، نعم قد...
وخلاصة القول: إنَّ أصحاب اليمين سوف يحاسبون شأنُهم شأنُ سائر الناس، والآيات من سورة المدثر لا تنفي مثولَهم للحساب يوم القيامة، فهي إنَّما كانت بصدد الحديث عن المرحلة التي تكون...
أنَّ الآية أرادت -ظاهراً- من ضمِّ الإخبار عن تحليل الطيبات إلى تحليل طعام أهل الكتاب وتحليل نكاح الكتابيات أرادت من ذلك تأكيد الامتنان على المؤمنين فكأنَّها أرادت القول إنَّه مضافاً...
فمنشأُ وصف هذا النحو من التفسير بالإشاري هو ما يذكرُه أصحابُه مِن أنَّه يستندُ إلى ما يُعبِّرون عنه بالإشارة الخفيَّة المُدرَكة بواسطة ما يُسمَّى بالكشف والشهود والإلهام الإلهي والفتح الرباني،...
وأمَّا المراد من الإصر في قوله تعالى: ﴿رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً﴾ فهو -ظاهرا- بمعنى التكاليف الثقيلة التي يشق علينا تحمُّلها فهو دعاء بأن تكون التكاليف المفروضة خفيفة وميسَّرة، ويؤكِّد...
المعنى الأول: أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ هو أنَّه تعالى أغنى الإنسان بالمال، وأعطاه القِنية وهو المال الذي يُقتنى ويدَّخر ويدوم كالبيت والبستان والمركب والمواشي كالغنم...
وأما المراد من القتر في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ﴾ فهو الغبار أو الدخان، ويُقال له القُتار، والقتر جمعٌ مفرده قتَرة كما في قوله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ...
ومن ذلك يتَّضح منشأ وصف الله جلَّ وعلا في الآية بالصمد، فهو تعالى المقصود بالحوائج، وهو المعتمد في قضائها، وعليه المعوَّل في جميع الشؤون وإليه ينتهي الأمر كلُّه، وإليه الرجعى...
الآيةُ المباركةُ بصدد الحثِّ على الإنفاق في سبيل الله تعالى، والتحذير من فوات الفرصةِ المُتاحة في هذه الدنيا، والتذكير بأنَّ الإنسان في اليوم الآخر لا ينفعُه مِن شيءٍ سوى ما...
الآية واقعة في سياق آياتٍ قيل إنَّها نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي أحد أعيان قريش، وقد ورد أنَّ سبب نزول الآيات هو أنَّه استُشير في أمر النبيِّ (ص) أو...
الآية المباركة تخاطب المؤمنين وتدعوهم إلى المصابرة وعدم الضعف في مواجهة الكفَّار المحاربين، وتؤكد لهم أنَّ الغلبة في المآل ستكون من نصيبهم لأنَّ الله تعالى معهم وأنَّه تعالى لن ينقصهم...
فمفادُ الآية بناءً على ذلك هو أنَّ تخلُّف المنافقين عن اللِّحاق بجيش المسلمين أصلح لهم من لحاقهم بهم، فإنَّهم لو كانوا في جماعة المسلمين ما زادوهم إلا فساداً واضطراباً وتخريباً،...
الآية المباركة واقعة في سياق حكاية ما وقع لإبراهيم (ع) مع الملائكة الذين حلَّوا ضيوفاً عليه وقد جاؤوا لتبشيره بأنَّ الله تعالى قد قضى بمنحه ولداً اسمه إسحاق من السيدة...
فالصحيح أنَّ إضافة الإحياء لعيسى (ع) حقيقية ومقصودنا من أنَّها حقيقية هو أنَّ هذه الإضافة حقيقة لغويَّة وإلا فالمحيي واقعاً وفي نفس الأمر هو الله تعالى، وعيسى (ع) لم يكن...
بَرَاء بفتح الباء والراء مصدر من برء يبرء براءً مثل سمع سماعاً وطلَّق طلاقاً، ولأنَّ بَراء وشبهه مصدر لذلك فهو لا يثنَّى ولا يجمع، فلا يقال هما براءان، ونحن براءون...
الكلام منقوض بقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فالآية عبَّرت عن زوجة عمران بامرأة عمران، رغم...
الفعل المضارع: ﴿تُنفِقُوا﴾ في الاستعمال الأول والثالث مجزوم بحذف حرف النون لأنَّه واقع في موقع فعل الشرط، والجازم للفعل في الاستعمالين هو "ما" الجازمة، وأما الفعل ﴿تُنفِقُونَ﴾ في الاستعمال الثاني...
المعروف بين اللُّغويين أنَّ كلمة الطاغوت اسم يوصف به المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، فيقال مثلاً رجلٌ طاغوت وامرأةٌ طاغوت، ويُقال: الأوثان طاغوتٌ تُعبدُ من دون الله، ويقال هُبلٌ طاغوت تعبده...
فمعنى الإذن هو السماع وهو معنى قوله تعالى: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا﴾ أي وسمعتِ السماءُ لربِّها، والمراد من السماع هنا هو الاستجابة كما يُقال سمِع اللهُ لمَن دعاه أي استجاب لمَن دعاه،...
إنَّ القرآن المجيد بسوَره وآياته وصِيغ جُملِه كان متواتراً منذُ عصر النبيِّ (ص) بين جيل الصحابة، فكانت سِورُه وآياتُه محفوظةً لدى كثيرٍ منهم، وكان النبيُّ (ص) يأمرُ كتَّابه بكتابة ما...
وعليه يكون المستظهَر من معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ هو أنَّ عذاب جهنَّم جزاءٌ لازم لا يُتاح لمستحقيه الانفكاك والخلاص منه فهو كالدين الذي لا خلاص للمشغول به...
الآيةُ المصرِّحةُ بذلك وردتْ في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ...
ومعنى: ﴿يُوبِقْهُنَّ﴾ هو أنَّه يُهلكهن ويدمرهُنَّ فالإيباق يعني الإهلاك من وبَقَ وبقاً بمعنى هلك ويبقُ بمعنى يهلك، وأوبَق بمعنى أهلك، يُقال أوبقته ذنوبُه أي أهلكته، والذنوب الموبِقة أي الذنوب الكبيرة...
المستظهَر مِن مساق الآية المباركة أنَّ المقصود من الضمير في قوله: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ هو الأرض، فهي وإنْ لم تكن مذكورة ولكنَّها تُعرف من قرينة السياق تمامًا كما في قوله...
إنَّ المصحِّح للإسناد هو أنَّ الله تعالى حيثُ تعلَّقت مشيئتُه بأنْ يكون الانسان مختاراً لطريقِه دون قسرٍ ولا إكراه، وأقدَره على توظيف قُواه في سلوكِ الطريقِ الذي يختارُه، لذلك صحَّ...
وهنا لا بدَّ من التنبيه على أمرٍ وهو أنَّ عدم منافاة هذا النحو وهذا المقدار من النسيان للعصمة الواجبة لا يعني بالضرورة الوقوع فيه من قِبَل النبيِّ الكريم (ص) والأئمة...
وعليه فالظاهرُ أنَّ المراد من الحَصور في الآية هو الزاهد المتعفِّف عن الشهوات، فالحصور من الحصْر بمعنى الحبس، وصيغةُ فَعول تأتي بمعنى اسم الفاعل، فيكون وصفُ يحيى (ع) بالحَصور معناه...
إنَّ المراد من الريح العقيم هي الريح الشديدة المتناهية في الشدَّة ومثلها يمنع عن أنْ ينشأ عنها خيرٌ ونفع، فهي عاقمٌ أي مانعة من كلِّ خير يُرتجى من الرياح. ولعلَّ...
وبتعبيرٍ آخر: إنَّه تعالى لم يتَّخذ أنصاراً وأولياء مِن أجل مذلَّةٍ وضعفٍ، ومن حاجةٍ إليهم ليدفعوا عنه أو يستعين بهم أو يتعزَّز بهم كما هو شأنُ من يتَّخذ لنفسه أنصاراً،...
وخلاصة القول: إنَّ قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ ليس مسوقاً لإفادة أنَّ الإنسان مفطورٌ على حبِّ المال والبنين والرغبة فيهم حتى...
وهو ذاته التفسير الأول للآية الشريفة، نعم بناء على هذا التقريب لمعنى الآية يكون في الآية إشعار بأنَّ المخاطبين وهم قوم شعيب(4) انحرفوا بامتهانهم للبخس في الميزان وسلوك طريق الفساد...
لم تُسنِد الآيةُ الفعلَ "أسرَّ" إلى فاعلَين بل هو مُسندٌ إلى فاعلٍ واحد وهو ضمير الجمع، فأسرَّ فعلٌ ماضٍ، وفاعلُه ضمير الجمع الغائب المعبَّر عنه بواو الجماعة، فأسرَّ فعلٌ والواو...
المقصود من ذلك هو امتناع دخول المكذِّبين بآيات الله للجنَّة لأنَّ الآية الشريفة علَّقت دخولهم الجنَّة على امكانيَّة دخول الجمل وهو البعير مِن ثقب الخياط وهي الإبرة، وحيث إنَّ دخول...
فما فعله موسى (ع) لم يكن معصية كما أنَّه لم يكن خطأً فإنَّ وكزه -بمعنى ضربه بجمع كفِّه- كان مقصوداً، نعم قد لا يكون قاصداً لقتله لكنَّه كان قاصداً لوكزه...
ثم إنَّ ظاهر هذه الفقرة من الآية: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} هو أنَّها بصدد الكناية عن طبيعة المرأة، وليست بصدد التوصيف للواقع الخارجي، فهي تماماً كما يُقال: زيدٌ كثيرُ الرماد،...
يكون للإشكال وجهٌ لو كان قوله: ﴿لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ هو تمام الآية الشريفة، فإنَّ إسناد هبة الغلام لنفسه -رغم العلم بغرضه- قد يكون مستوحَشًا إلا أنَّ هذا الإشكال وهذا...
كلمة "ما" في قوله تعالى:{ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أسم موصول فيكون تقدير الآية هكذا: والذين يبتغون المكاتبة من الذين ملكت أيمانكم، فكلمة "ما" تكون بمعنى الذين وتأتي بمعنى الذي والتي،...
والمتحصَّل إنَّ معنى قوله ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ هو: بما فضل اللهُ الرجال على النساء، وأمَّا الاستيحاش من تفضيل جنس الرجال على جنس النساء فليس له ما يُبرِّرُه، إذ...
الفلَق لغةً يعني الشِّقِّ، يقال: فلق الشيء يعني شقَّه وأبانَ بعضَه من بعض، ومن ذلك قولهم فلق السيف رأسه فلقاً أي شقَّه وفرقَه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ...
الظاهرُ أنَّ ضمير الجمع في قوله: ﴿لَهُمْ﴾ يرجعُ على الشياطين، فهم المحفوظون مِن قِبَل الله تعالى في قوله: ﴿وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ﴾ أي كنَّا للشياطين -الذين يعملون لسليمان (ع)- حافظين، وهذا هو ما...
لا يُعتبر في تواتر نصٍّ أو واقعةٍ أنْ يعلم به وبوقوعها كلُّ أحدٍ أو لا يُنكرها مِن أحد، فتواترُ النصِّ معناه أنْ ينقله جماعةٌ بلغوا من الكثرة بحيثُ يمتنع عقلًا...
إنَّ سليمان (ع) لم يسأل ربَّه ملكًا يسعُ الأرض كلَّ الأرض وإنَّما سأله نوعًا من الملك يختصُّ به فيكون ذلك دليلًا على نبوَّته، فملكُ سليمان (ع) لم يتجاوز الشامات، ولم...
وخلاصة القول: إنَّ الاستفهام بالهمزة قد يُستعمل لغرض الإنكار، وقد يُستعمل لغرض التقرير وكلٌّ من الاستعمالين مجازيٌّ لأنَّه استعمالٌ للاستفهام لغير الغرض الذي وُضعت له أدواتُ الاستفهام وهو الاستيضاح والاستعلام...
وقع البحث بين المفسِّرين والمشتغلين بعلوم القرآن في أنَّ أسماء السور هل هي توقيفيَّة بمعنى أنَّها نزلتْ من عند الله تعالى كما نزل القرآن من عند الله تعالى فيتعيَّن بناءً...
والمتحصَّل أنَّ المعنى الظاهر لقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ هو الكتاب المبين لكنَّ ذلك لا ينفي أن يكون للآية تأويلًا يكون بمثابة المعنى الباطن للآية فإنَّ للقرآن...
ومن ذلك يتَّضح لماذا كانت هذه الآيات سبباً في أنْ لا يصل من فرعون وملئه سوءٌ لموسى وهارون (ع) ومنه يترجَّح أنَّ المراد من قوله تعالى:{ونَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً} هو أنَّه...
مادَّة الحديد من أقدم المعادن اكتشافاً للإنسان، ويعتقد أهلُ الاِختصاص في هذا الشأن أنَّ الإنسان استخدم معدن الحديد قبل الميلاد بأربعة آلاف سنة، وأصلُ الحديد كما يقولون من مخلَّفات الشهب...
إنَّ تعلُّم كيفيَّة إيقاع القتل على الآخر لا يحتاج إلى المزيد من العناية فيمكن أنْ يكون قد تعلَّم ذلك من مشاهدته للسباع وهي تقتل فرائسها فيُلاحظ الوسيلة التي تعتمدها السباع...
إنَّ الآية المذكورة وهي قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ ليس فيها ما يدلُّ على أنَّ الله تعالى قد خاطبَ إبليس حين أمرَه...
ظهور الآية الشريفة في إرادة الإبانة والبتر من الأمر بالقطع غيرُ قابلٍ للتأويل فهو نصٌّ في هذا المعنى، ولو كان البناءُ هو التصرُّف في مثل هذا الظهور البيِّن لم يستقم...
لو كان البناء على أنَّ سورتي الضحى والانشراح سورةٌ واحدة كما هو مسلك مشهور القدماء فإنَّ البسملة التي بينهما تكونُ جزءً منهما وليست زائدة، فمجموعُ السورتين سورةٌ واحدة مشتملة على...
كلمة "مصر" من الأسماء التي يجوزُ صرفُها كما يجوز منعُها من الصرف، فهي وإنْ كانت واجدةً لعلَّتين من العِلل التسع الموجبة للمنع من الصرف وهما العلميَّة والتأنيث إلا أنَّهم ذكروا...
وبيان ذلك: إنَّ معنى قولِه تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ هو أنَّ الإحسان يختصُّ أثرُه بفاعلِه لا يتعدَّاه إلى غيره، وإنَّ الإساءة مختصَّةٌ بفاعلِها لا تتعدَّاه إلى...
ومعنى ذلك أنَّ العجل أو اللحم يكون حنيذًا حين يتمُّ تحضيره من طريق الشواء على النار، ولا يصحُّ وصفه بالحنيذ ما لم يُصبح نضيجًا، فهو حنيذ حين يكون واجدًا للخصوصيتين.